فى مصر يشربون القهوة على عجل .. كانهم يتعاملون مع ترياق يجب شربه سريعا كالدواء .. يحبون ارتشافها سريعا وهى ساخنة .. ما يعادل فنجانين من القهوة يشربونه خلال اربعة دقائق .. لكنى احدثت امرا جللا معهم .. زلزالا هز حيرتهم و حرك اسئلتهم .. لماذا هذا الشاب الليبى يتعامل مع القهوة بهذا التساهل و التأنى المحير .. اطلب قهوتى .. يصرخ مشرف المكان : قهوة بن ثقيل زيادة فى السفرى لخيرى .. يضع الشاب الذى يوزع الطلبات قهوتى الى جوار كأس من الماء البارد .. يحملها وعيون الجميع تنتظر الحدث الجلل .. ان تقع هذه القهوة فى اسر هذا الشاب الليبى الغريب .. يضع القهوة امامى .. اعاملها فى البداية بلا اكتراث .. وبعد ذلك التفت اليها .. احملها اقربها لانفى اشمها بلطف كالشاب باتيست فى رواية العطر .. ارتشف المجة الاولى منها واعيدها الى صحنها .. وبعد ثلاثة دقائق يلتفت الى العم عصمت قائلا : القهوة دى حتخلص بعد ثلث ساعات .. ايه دا .. والله انا مستغرب ازاى ما تشربش القهوة وهيا سخنة يا حبيبى .. تتملكنى حالة من الضحك و اجيبه : يا عم عصمت .. احنا فى ليبيا بنشرب القهوة وحدة وحدة .. بنحب نمزز بيها .. يرد عم عصمت الذى يشبه الفنان حسن حسنى وهو يرسم ملامح الذهول على وجهه : انا مستغرب والله .. ثم يفتح اغنية ام كلثوم (سيرة الحب ) فى هاتفه .. ويعاجلنى باسئلته المحببة : اسم الاغنية اى .. ومين لحنها .. ومين كتب الكلمات ..
