الثلاثاء، 22 سبتمبر 2015

لاتنتظر شيئا

لاتنتظر شيئا .. ولاتفني نفسك بين الكتب .. الا تسمع أوراقها، الكلمات رائعة وتضئ الطريق الي الفجر،لكن الاوراق الاتسمع همسها: كن بربريا ،حافي الرأس من أوهام السراديب ، كاملا: كالعري أمام البحر في يوم مشمس. لاتفكر كثيرا، المدارس ليست هي الغاية ولا التعليم، انها السياج الذي يقودك بين حديقة الورد وحقل القمح . لكن الحياة ليست هنا فقط،الحياة ليست ان تتوحد ببلاغة اللغة والصور .. الحياة أن تملأ كل خلاياك بالاكسجين البري .. والموت هو الايقونة الطفلة في معبد الوقت ..واللحظات الجميلة أكسير لنوم اوهام الخلود .. : أن تطمس ذاكرتك وتحييها هذا الفقد اللذيذ والعودة .. وأن تضل دائما طفلا مشدوها بهذا السحاب الذي يركض في السماء .. وهذه الكائنات الجميلة التي هي نحن .. والتي هي المادة حين تتحرر.
18-9-2012

برتقال الشيبانى بن نصرات



فى وسط مدرسة الشيبانى بن نصرات الاعدادية بالزاوية كان هناك حديقة لاشجار البرتقال تعلمنا من خلالها درسين مهمين..  الاول موصول بحكاية التحريم وخروج  ادم وحواء من الجنة .. والثانى بالنظام الاشتراكى  ..  ومجمل الحكاية ان المدرسة كانت تمارس اقوى نظام امنى عرفته المدارس فى الدول العربية فى حماية اشجار وثمار الحديقة  بحيث انه فى حالات نادرة فقط استطاع بعض التلاميذ المغامرين افتكاك حبات من البرتقال وتهريبها خارج المدرسة كى تشم هواء الشارع فى الزاوية قبل وصولها الى مرحلة النضج التى تجعلها شموس تلمع وسط الخضار  والتى لم يستطيع الكثير من الطلبة الصبر عليها وهى تتراقص امام اعينهم صباح مساء ..
 بل وكان وجود رائحة البرتقال النفاذه فى يديك شبيهة بوجود مناشير تنادى باسقاط القذافى فى عز سطوة التسعينات .. ولقد كان المدير الفاضل مصطفى جموم  يذكره الله بالخير يفتخر بهذا النظام الحديدى الذى يضمن لهذه الحبات التوغل فى النضج فيضل ساهرا صحبة كل المدرسين على ايصالها الى لونها المشمس فى نهاية العام الدراسى ..
والدرس الاشتراكى الجميل فى حكاية هذه الحديقة .. انه عند نضوجها يتم الاستعانة بالتلاميذ فى قطفها وياله من شرف رفيع ان تكون بين الصفوة المختارة لانجاز هذه المهمة التاريخية .. فيشعر التلاميذ وكأنهم اصبحوا من الحواريين الذين تشخص الابصار الى مقاماتهم الاستثنائية .. مدرسة الشيبانى بن نصرات متن غنى بالحكايات والذكريات للكثير من الاجيال ..