الثلاثاء، 22 سبتمبر 2015

برتقال الشيبانى بن نصرات



فى وسط مدرسة الشيبانى بن نصرات الاعدادية بالزاوية كان هناك حديقة لاشجار البرتقال تعلمنا من خلالها درسين مهمين..  الاول موصول بحكاية التحريم وخروج  ادم وحواء من الجنة .. والثانى بالنظام الاشتراكى  ..  ومجمل الحكاية ان المدرسة كانت تمارس اقوى نظام امنى عرفته المدارس فى الدول العربية فى حماية اشجار وثمار الحديقة  بحيث انه فى حالات نادرة فقط استطاع بعض التلاميذ المغامرين افتكاك حبات من البرتقال وتهريبها خارج المدرسة كى تشم هواء الشارع فى الزاوية قبل وصولها الى مرحلة النضج التى تجعلها شموس تلمع وسط الخضار  والتى لم يستطيع الكثير من الطلبة الصبر عليها وهى تتراقص امام اعينهم صباح مساء ..
 بل وكان وجود رائحة البرتقال النفاذه فى يديك شبيهة بوجود مناشير تنادى باسقاط القذافى فى عز سطوة التسعينات .. ولقد كان المدير الفاضل مصطفى جموم  يذكره الله بالخير يفتخر بهذا النظام الحديدى الذى يضمن لهذه الحبات التوغل فى النضج فيضل ساهرا صحبة كل المدرسين على ايصالها الى لونها المشمس فى نهاية العام الدراسى ..
والدرس الاشتراكى الجميل فى حكاية هذه الحديقة .. انه عند نضوجها يتم الاستعانة بالتلاميذ فى قطفها وياله من شرف رفيع ان تكون بين الصفوة المختارة لانجاز هذه المهمة التاريخية .. فيشعر التلاميذ وكأنهم اصبحوا من الحواريين الذين تشخص الابصار الى مقاماتهم الاستثنائية .. مدرسة الشيبانى بن نصرات متن غنى بالحكايات والذكريات للكثير من الاجيال ..  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق