الأربعاء، 1 أبريل 2015

"حين اتذكر*"


-1-
انا من بلاد اخترعت التحنيط
اسمها ليبيا 
ولدت سنة 1983
وفتحت عينى على طرابلس مع ولادة محل للايس كريم
اسمه زهرة المدائن
كنا نغتسل بماء نصف مالح
قبل ان يصل النهر الصناعى
ونذهب مع ابى لملأ قالونات الماء
من مكان فى المدينة
جيلنا تعلم طز فى امريكا وبريطانيا
مع فتح عينيه
كنت اقف قرب جدى واساله متى سيأتى ريغن 
كان ذلك فى مدينة الزاوية الغربية
بعد ان ضربتنا طائراته فى 86
كنا نقف صغارا امام التلفزيون مع افتتاحه نحى النشيد
فرحين بالرسوم المتحركة
و نحزن يوم الحداد لانه يصير ابيض واسود
وتلغى فترة الاطفال

فى شارع الجمهورية بطرابلس
كنت اسير مع اخوتى الى المدرسة فى شارع الصريم
كان بها مكتبة احببت الدخول اليها منذ بداية الصف الثالث
وفعلتها فى الرابع

فى الطريق الى البيت والى المدرسة
كنت اتأمل مجلتى الناقد ولا .. فى اكشاك الجرائد
أبى كان يشتريهما
قرأت للنيهوم روايته القرود وانا فى الصف الثالث
وقرأت نعيه فى الناقد سنة 1994

وراء عمارتنا كان هناك مقبرة للايطاليين
غالبا ما نشاهد عجوزا تضع الازهار على شاهد احد القبور
كانت المقبرة جميلة معمارها كانه بنى لاحياء

فى الحديقة المجاورة للعمارة كان هناك مقهى
اخر اسم له كان شمس الاصيل
قد يكون هذا اخر اسم له
بعد ان هدم فى الالفينات
نشرب فيه الذ كاكوكلا فى ليبيا ربما كان اسمها كوثر
وفى طفولتنا كان تقليديا و جميلا
وكان الجناينى فى الحديقة ساحرا
يقودنا كل يوم بحكاياته الى بلاد جديدة

فى حديقة اخرى امام سوق الثلاثاء
كان هناك مقهى يقدم اجمل شطائر دحى مقلى مع الهريسة
كلما اتذكره الان يسيل لعابى وتحاصرنى رائحته المذهله
مؤخرا فكرت ربما كان يقلى البيض مع الزبدة

خيرى جبودة

(جزء من مشروع نص عن الذاكرة )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق